قال الكاتب أمير نادر إن منظمتين حقوقيتين بارزتين في إسرائيل، هما "بتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان – إسرائيل"، أن ممارسات إسرائيل في غزة ترقى إلى جريمة إبادة جماعية ضد السكان الفلسطينيين.
بحسب ما نشرته بي بي سي، أصدرت المنظمتان تقارير منفصلة بعد دراسة دامت 21 شهرًا من الصراع، ووصفتا في بيان مشترك ما يجري بأنه جريمة يجب وقفها فورًا، مؤكدتين أن "في مثل هذه الأوقات الحالكة، من المهم تسمية الأمور بمسمياتها".
في مؤتمر صحفي عُقد في القدس، قالت يولي نوفاك، المديرة التنفيذية لـ"بتسيلم"، إن التقرير الذي أعدته المنظمة "واحد لم نتخيل يومًا أننا سنضطر لكتابته".
وأضافت أن التقرير الذي جاء في 88 صفحة خلص إلى أن سياسات إسرائيل في غزة، ونتائجها المروعة، إلى جانب تصريحات قادة سياسيين وعسكريين، تشير بوضوح إلى وجود "تحرك منسق يهدف لتدمير المجتمع الفلسطيني في القطاع عمدًا".
أما منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، فركزت في تقريرها، المكوّن من 65 صفحة، على تحليل قانوني يتعلق بالبنية التحتية الصحية في غزة، وذكرت أن إسرائيل "تستهدف النظام الصحي بطريقة منهجية ومدروسة".
جاء في التقرير أن "الأدلة تشير إلى تفكيك متعمد ومنهجي للأنظمة الصحية والحيوية في غزة، عبر قصف المستشفيات، ومنع إيصال المساعدات، وعرقلة الإجلاء، وقتل واعتقال العاملين في المجال الطبي".
قال الدكتور غاي شاليف، المدير التنفيذي للمنظمة: "الصمت أمام الإبادة الجماعية ليس خيارًا. مواجهة هذه الجريمة مسؤولية لا تقع فقط على عاتق المؤسسات القانونية والسياسية، بل أيضًا على المجتمع الصحي العالمي".
في سياق تقاريرهما، وصفت المنظمتان هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 بأنه "هجوم مروّع وإجرامي"، لكنه كان نقطة انطلاق لحملة شنتها إسرائيل مبنية على "الترويج لأيديولوجيات متطرفة وتجريد الفلسطينيين في غزة من إنسانيتهم".
أشارت المنظمتان إلى أن الخطاب الرسمي والعسكري الإسرائيلي ساهم في تصوير جميع سكان غزة كأعداء، مما رسّخ شرعية ضربات واسعة النطاق بحقهم.
خلصت "أطباء من أجل حقوق الإنسان" إلى أن الممارسات التي وثقتها لا تُمثل مجرد نتائج عرضية للحرب، بل تعكس "سياسة متعمدة تستهدف الفلسطينيين كجماعة"، وتشكل انتهاكًا صريحًا لثلاثة على الأقل من البنود المحددة في المادة الثانية من اتفاقية عام 1948 لمنع جريمة الإبادة الجماعية، التي تُعد إسرائيل من الدول الموقعة عليها.
وجه عدد من المنظمات الدولية وخبراء الأمم المتحدة والباحثين القانونيين اتهامات مماثلة لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، بينما تنظر محكمة العدل الدولية في قضية رفعتها جنوب أفريقيا بهذا الشأن.
تنفي إسرائيل هذه التهم بشدة، ووصفت القضية بأنها "لا أساس لها على الإطلاق وتعتمد على ادعاءات منحازة وكاذبة".
أوضح الدكتور شاليف في حديث لـبي بي سي أن المنظمتين تخشيان من تعرض طاقمهما لتهديدات أو اعتداءات، لكنهما تأملان أن تجد تقاريرهما آذانًا صاغية داخل إسرائيل وخارجها.
أما نوفاك، فأكدت أن التوصل إلى هذه الاستنتاجات لم يكن سهلًا، قائلة: "أن تفهم أن بلدك، وجماعتك، وترتكب إبادة جماعية، فذلك تحوّل ذهني وشخصي صعب للغاية. إنه يهز أبسط المفاهيم التي نشأنا عليها حول من نحن".
بدأت إسرائيل حربها في غزة ردًا على هجوم حماس في 7 أكتوبر، الذي أودى بحياة نحو 1200 شخص، وتخلله أسر 251 آخرين.
ومنذ ذلك الحين، قتلت الغارات الإسرائيلية أكثر من 59,900 شخص في غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس، وهي الأرقام التي تستشهد بها الأمم المتحدة كمصدر موثوق للإحصاءات.
https://www.bbc.com/news/articles/c776xkvz6vno